أبو سعيد الخدري .. أحد صحابة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ الذين اشتهروا بكثرة رواية الحديث عن النبي _صلى الله عليه وسلم_، كما اشتهر بفقهه وغزارة علمه وإلمامه بعلوم تفسير القرآن الكريم التي أخذها عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ كما اشتهر _رضي الله عنه_ بشجاعته وإقدامه على منازل الحرب والقتال، والحرص على مصلحة الإسلام والمسلمين، وفي هذا المقال سنعرض تَرْجَمَة مختصرة عن الصحابي أبي سعيد الخدري _رضي الله عنه_.

أبو سعيد الخدري

اسمه

  • هو أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الخدري الأنصاري المدني.

مولده

  • ولد أبو سعيد قبل هجرة النبي _صلى الله عليه وسلم_ بعشر سنوات في المدينة.

حياته

  • أبو سعيد الخدري من صغار الصحابة استشهد والده مالك بن سنان في غزوة أحد ولكن أبا سعيدًا لم يشهدها حيث رده النبي _صلى الله عليه وسلم_ لصغر سنه حينها، أما والدته فهي (أنيسة بنت أبي حارثة من بني النجار)، وكانت في من بايعوا النبي _صلى الله عليه وسلم_، أما عن إخوته فلم يكن لدى أبا سعيد سوى أخٍ واحدٍ لأمه هو (قتادة بن النعمان الظفري) وله أختان هما (فريعة بنت مالك، وزينب بنت مالك).
  • قاسى أبو سعيد بعد وفاة والده من ضنك العيش وقلة ذات اليد حتى أنه ذكر أن أبا سعيد كان من بين أهل الصفة.
  • تزوج أبو سعيد الخدري من (زينب بنت كعب بن عجرة)، وكان له من الأولاد خمسة، وهم (عبد الرحمن، وعبد الله، وحمزة، وسعيد، وبشير).

صفات أبي سعيد الخدري

  • ومما جاء في وصف أبو سعيد الخدري أنه كان _رضي الله عنه_ يتصف بالعفة والحياء والصبر والجرأة وكان غزير العلم ولا سيما في الفقه، وكان _رضي الله عنه_ شديد الإيثار شجاعًا لا يخاف في الله لومة لائم، حيث حكي عن موقفه في يوم عيد حيث كان (أَوَّلُ مَن بَدَأَ بالخُطْبَةِ يَومَ العِيدِ قَبْلَ الصَّلاةِ مَرْوانُ، فَقامَ إلَيْهِ رَجُلٌ، فقالَ: “الصَّلاةُ قَبْلَ الخُطْبَةِ”، فقالَ: قدْ تُرِكَ ما هُنالِكَ، فقالَ أبو سَعِيدٍ الخدري: “أمَّا هذا فقَدْ قَضَى ما عليه فقد سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ _صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ_ يقولُ: “مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ”).
  • كان أبو سعيد الخدري محبًا لكتاب الله حريصًا على تعلمه وتعليمه واشتهر بأسلوبه المتألق في تعليم القرآن الكريم وكان يضع منهجًا خاصًا في تدريسه لطلابه فقد كان يعلم تلاميذه خمس آيات في أول النهار وخمسة أخريات في آخره؛ مراعاةً منه لقدراتهم وحرصًا على تحبيبهم في كتاب الله الكريم، ومما اشتهر عن أبي سعيد أن له باعًا في تفسير القرآن الكريم فقد أخذه عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ وعن كبار الصحابة _رضوان الله عليهم أجمعين_، وعلمه لكثيرٍ من التابعين، مثل: (الحسن البصري، ابن جبير، المسبب، وغيرهم).

أبو سعيد الخدري ورواية الحديث

  • وفيما أُخبر عن أبي سعيد _رضي الله عنه_ أنه كان من المكثرين لنقل الحديث عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ساعده على ذلك قربه من رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فكان يقبل عليه عامة الناس طالبين من علمه ومن أحاديث النبي _صلى الله عليه وسلم_.
  • روى أبو سعيد الخدري ألفًا ومئة وسبعون حديثًا، أخرجا له منها البخاري ومسلم مئة وأحد عشر حديثًا، اتفقا منها على ثلاثٍ وأربعين، وانفرد البخاري منها بستة عشر حديثًا، وانفرد منها مسلم باثنين وخمسين حديثًا
  • وروى عنه الكثير من الصحابة والتابعين، منهم: (عبد الله بن عمر، أنس بن مالك، عامر بن سعد، عمرو بن سُليم، سعيد بن المُسيِّب، عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدريّ، عطاء بن يسار، سعيد بن جُبير، الحسن البصريّ، أبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمود بن لبيد، وأبو أمامة بن سهل، وأبو الطفيل، وأبو عثمان النهدي، وطارق بن شهاب، وعياض بن أبي السرح، وغيرهم).
  • روى أبو سعيد الحديث عن كثير من الشيوخ أولهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وغيره أمثال: (أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ابن عباس، ومعاوية بن أبي سفيان، جابر بن عبد الله، وأخوه لأمه قتادة بن النعمان الظفري، وزيد بن ثابت، وأسيد بن حضير _رضي الله عنهم أجمعين_.

جهاد أبو سعيد الخدري

  • بيعة الرضوان: بايع أبو سعيد الخدري النبي _صلى الله عليه وسلم_ مع (خمسة) آخرين كما روى الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي _رضي الله عنه_، فكانت نعم البيعة الصادقة على ألا يخافوا في الله لومة لائم، وعلى نصرة الحق وإعلاء كلمته، ومجابهة الباطل والوقوف في وجهه أيًا كان صاحبه، وقد وفي بها أبو سعيد الخدري طوال حياته.
  • كان أبو سعيد الخدري شجاعًا مقدامًا وقد برز ذلك منذ صغره حيث لما كانت غزوة أحد عرض نفسه للجهاد فيها ولكن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ رده لصغر سنه حيث كان يبلغ من العمر حينها ثلاثة عشر عام، وعندما شب أبو سعيد وقوي عوده اشترك فيمَا يزيد عن اثنتي عشرة غزوة، منهم ما يلي:
  1. غزوة الخندق: شهدها أبو سعيد الخدري ونقل بعض مشاهدها أثناء حفر الصحابة _رضوان الله عليهم_ ورسول الله _صلى الله عليه وسلم_ للخندق والتراب يغطي صدره الشريف _صلى الله عليه وسلم_.
  2. غزوة بني المصطلق: شهدها أبو سعيد وكان ذلك في العام الخامس الهجري.
  3. غزوة بني قريظة: شهدها أبو سعيد ونقل بعض أحداثها من استشهاد سعد بن معاذ _رضي الله عنه_.
  4. غزوة الحديبية.
  5. غزوة مؤتة: شهدها أبو سعيد ونقل بعض مشاهد عودة جيش خالد بن الوليد _رضي الله عنه_.
  6. فتح مكة: شهد أبو سعيد الخدري فتح مكة وحدث عما بدر من الرسول _صلى الله عليه وسلم_ حيث أمر الرسول المجاهدين بالفطر حيث قال _صلى الله عليه وسلم_: “إنَّكُمْ مُصَبِّحُو عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ، فأفْطِرُوا”.
  7. غزوة حنين: شهدها أبو سعيد ونقل العديد من مشاهدها، منها: (حديث ذي خويصرة الذي اعترض رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عند تقسيم الغنائم بعد الغزوة).
  8. غزوة تبوك: شهدها أبو سعيد ونقل العديد من مشاهدها، منها: (حديث السحابة، وعدد النفر الذين غدروا بالنبي _صلى الله عليه وسلم_، المرور بالحجر).

وفاة أبو سعيد الخدري

  • اختلف العلماء والمؤرخون في تاريخ وفاة أبو سعيد الخدري والشائع بين العلماء أنه توفي في يوم الجمعة في عام أربعة وسبعين للهجرة عن عمرٍ يناهز الست وثمانون عامًا، ودفنه ابنه عبد الرحمن في البقيع كما أوصى أبو سعيد الخدري _رضي الله عنه وأرضاه_.

                وختامًا، تناولنا في هذا المقال الحديث عن “أبو سعيد الخدري” في البداية عرضنا لمحة عن أبو سعيد من حيث نسبه ومولده وحياته، ثم انتقلنا للحديث عن صفاته، مرورًا بالحديث عن روايته للحديث، بالإضافة إلى الحديث عن جهاده والغزوات التي شهدها وموقفه في بيعة الرضوان، وأخيرًا وفاته _رضي الله عنه_.

اقرأ أيضًا:

Leave a Comment