تُعد الصحافة من أهم وسائل الوصل بين البشر والمعلومات الإخبارية بأشكالها المتعددة، إذ يُبثّ عن طريقها مزيج من الأفكار تنبع عن مهارة كاتبها إذما أثر في النفوس القراءة، وليس كل أسلوب كتابي يُحدث تلك الملكة أو ينبأ بمهارة الكاتب ولكن كُلما كان الكلام سهل يسير أخذ القارئ لمكان بعيد، كُلما كان الكاتب أو الصحفي بارع في طي كلماته ورصها بطريقة مبتكرة، أمّا بالحديث عن الصحافة المكتوبة فهي الوسيلة أو الغاية التي عن طريقها يتمّ نقل وصياغة الأفكار والأخبار والأحداث الجارية، ومن ثَمّ يتمّ العمل على تحليها ونشرها، وسوف نستفيض الأمر بالحديث عن الصحافة المكتوبة.

الصحافة المكتوبة

الصحافة هي المرآة الحقيقة للمجتمع بكافة الأنشطة المتنوعة والمختلفة فيه، فإذا ما نظرنا نظرة بُعدية لوجدنا عاتق نقل الأخبار على مرّ العصور واقع على الصحافة، ولا سيما الصحافة المكتوبة بِمُختلف أنواعها كانت وسيلة نقل الأخبار بين طرفين، وسجِل للوقائع اليومية يومًا بعد يوم، ومن ثَمّ سوف نتعرف إلى مفهوم الصحافة المكتوبة وأنواعها وبعض من التفاصيل التي تدور حول الصحافة المكتوبة.

مفهوم الصحافة المكتوبة

عُدت الصحافة المكتوبة من الوسائل التي يُمكن استخدامها حتى نتمكن من صياغة ونقل الأخبار والمعلومات من حَولِنا، وتعتمد الصحافة اعتماد كلي في عملها على التحليل والنشر للمعلومات بِكلّ أمانة ومصداقية، لأن هدفها هو نقل الأخبار بكل حيادية، ويُمْكننا تلقي واستمداد تلك الأخبار من وكالات الأنباء والصحف المنشورة يوميًا، كما تحتمل الأخبار الصّحة من عدمها لِما يتوقف على أساليب الحصول على الأخبار ونقلها بين القارئين.

أنواع الصحف

تتنوع أنواع الصحف وذلك حسب الاختصاصات التي تنهجها في  نشر الأخبار والمعلومات، ومن ثَمّ نعرض لكم أنواع الصحافة المُختلفة التي تتمثل في الآتي:

1. الصحف المرئية

تُعدّ الصحف المرئية من أنواع الصحف الجامعة بين الصوت والصورة، وتعتمد الصحف المرئية اعتمادًا كليًا على الإثارة والتشويق، لتعمل على جذب انتباه المشاهدين واستمالة مسامعهم، ومن أمثلتها التلفاز الّذي بدوره يجسد الواقع كما هو وينقل الواقع بصورة حيّة، ومن أجل ذلك يحتاج التلفاز لحالة عالية وشديدة من التركيز حتى يَتمكن المشاهد من تلقي الأخبار والأحداث، كما يُعدّ التلفاز من أكثر أنواع الصحف صدقًا عن غيرها من الأنواع الأخريات.

2. الصحف المسموعة

  • لقد تمركزت الصحف المسموعة في مكانة كُبرى عند الجماهير، إذ عدّت من أكثر الصحف شعبية للقارئ والعامّي ولا زالت تحتل الصحف المسموعة مكانة في قلوب المستمعين لوقتنا هذا، إذ لا يمتلك أحد الجرأة في زحزحة هذه المكانة المرموقة التي احتلتها الصحف المسموعة ولا سيما الإذاعة التي كسرت حاجز الزمن وركونها في نفس المكانة دون تبديل أو تغيير في هويتها.
  • كما ظهرت الصحف المسموعة بعض الصحف المكتوبة، وذاع صوتها عن المكتوبة لإتاحة فهمها من قِبل كافة الناس دون الحاجة لمن يقرأ بصوت مسموع وتلقي العامي منه لذا انتشرت انتشارًا بالغًا، يرجع السبب في ذلك هو أن الصحافة المكتوبة عمومًا كانت موجهة  للمتعلمين أو الفئة القارئة، أمّا المسموعة فموجهة لكافة الفئات المجتمعية، وأعظم مثال على الصحافة المسموعة الراديو.

3. الصحف المكتوبة

لنتوجه بالحديث عن الصحف المكتوبة فهي تُعد من الصحف التي لها من المكانة بمكان لدى فئة كبيرة من الشعب، خصوصًا لِمَنْ يعرفون القراءة والكتابة والجهة المثقفة، كما للصحافة المكتوبة قوانين وقواعد لابدّ من التماشي عليها في مرحلة جمع المعلومات والأخبار والنشر، إضافةً إلى الجانب الترفيهي العامل المُسلي للقارئ بصورة كبيرة، ومن أمثلة الصحف المكتوبة الجرائد والمجلات.

4. الصحف الإلكترونية

تعدّ الصحف الإلكترونية من بين أنواع الصحف التي حققت مكانة في القمة عالية، إذ أصبحت من الرعيل الأول في نقل المعلومات والأخبار عن طريق الشبكة العنكبوتية، ولا سيما مواقع التواصل الاجتماعي التي بدورها أصبحت كإشعال النار في كومة قش في سرعة ذيوع وانتشار الأخبار، ويتميز هذا النوع بربطه العالم بعضه ببعض فأصبح كقرية صغيرة يُمكن الوصول إليها بنقرة زر واحدة، كما صَعُبَ استغناء الأفراد في تلك الأيام عن الصحف الإلكترونية الجامعة بين أنواع الصحف المطوية في السطور السابقة.

5. الصحيفة المكتوبة

تُعدّ الصحيفة المكتوبة مجموعة من الصحف، التي يتمّ إصدارها بشكل دوري وبصورة يومية وفي مواعيد منتظمة، إمّا بصورة يومية أو أسبوعية أو شهرية، وتحتمل بعض المواضيع التي تطرق بالحديث عنها وتعتمد الصحيفة في نقل كافة الأخبار سواء أكانت السياسية أو الاجتماعية أو الدينية أو الثقافية أو الاقتصادية، فهي تتعمق لقلب الأحداث حتى تصل لكافة مناحي الأخبار بصورة موضوعية وجيدة.

أنواع الصحافة المكتوبة

تتنوع أنواع الصحافة المكتوبة المطوية أسفلها ليتصدر لنا من الصحف المكتوبة التالي:

  • الصحف الورقية/ الجرائد التي تصدر بصورة يومية، أو أسبوعية، أو شهرية.
  • المجلات: لا تصدر المجلة بشكل يومي، وعادةً ما تصدر بشكل أسبوعي، أو شهرية، أو نصف سنوية، أو سنوية.
  • الكتب والكتيبات والوثائق.
  • النشرات الإخبارية.

أهمية الصحافة المكتوبة

الصحافة عامل مهم في نشر الوعي لذا كان لها من الأهمية بمكان في ازدهار زمانها، إذا ما تمكن الأقلام من أن تتبارى بالصور التي تجعل لها الصوت المسموع والكلام المعبر الموحي بما في النفوس، وعوامل مهم أيضًا لتسريب الفكر للعقول وتنوريها، لذا نجمل القليل من أهمية الصحافة خلال التالي:

  1. تستهدف الصحافة المكتوبة فئات معينة من الجمهور، وتتمكن من السيطرة عليهم والتأثير فيهم.
  2. علاقة التأثير والتأثر التي تحدث بين القارئ والصحيفة تعمل على منهجية السلوكيات واستوطنا للأفكار وملأ حيز من الأفكار وبعض من الآراء المعينة، التي تسعى بصورة عامّة من التأثير على الرأي العام.
  3. كما تُعدّ الصحافة المكتوبة وثيقة ورقية يُمكن الاستعانة عليها والرجوع بها في أي وقت.
  4. تخلق الصحيفة الورقية ثقة ومصداقية تربط ما بينها وبين القراء وذلك عن العلامة التجارية الدورية المشهورة.
  5. كما تُعدّ وسيلة رائعة لنشر المعلومات والأخبار والوصول للفكرة المنشودة.

وظائف الصحافة المكتوبة

اشتملت الصحافة المكتوبة على العديد من الوظائف المكتوبة، متمثلة في الآتي:

  •  وظيفة إخبارية: تعمل على نقل والتقصي عن الأخبار والمعلومات ونقلها للجمهور.
  • وظيفة استقصائية: تضع تفسير للأحداث عن طريق التحقيق الصحفي موضحة ومبينة للحقائق المنشودة.
  • وظيفة ترفيهية: يكون دورها الإعلامي بثّ المرح والدعابات بين الجمهور، والترويح عنهم.
  • وظيفة توعية: لتنمية المجتمع، ونشر ثقافة الوعي فيما بينهم.
  • وظيفة تثقيفية: تعمل على تمديد الأفراد بالمعلومات والحقائق المتنوعة بمستوى راقٍ، وتزويد ثقافتهم.
  • وظيفة تربوية: تؤهل أفراد المجتمع بتنمية الأفكار المجتمعية السليمة، وبثّها في نفوس أبنائهم، لتغلب على العادات المجتمعية السلبية، والسلوكيات الضارة، لتكون وظيفة مكملة مع وظيفة التعوية.
  • وظيفة رقابية: التي بفضلها يتسلط الضوء على القضايا الفاسدة والجرائم والفعاليات السلبية التي طرأت مستحدثة على المجتمعات، التي تضر بأخلاق شبابها وفساد أخلاقهم ومعتقداتهم.

قواعد وقوانين العمل في الصحافة المكتوبة

هناك بعض من القواعد والقوانين للعمل في الصحافة المكتوبة، التي يجب على الكاتب التحلي بها للعمل بالصحافة وزرع جذور فنه من نثر المكتوب وفهم المنشور لدى القراء، وتتمثل القواعد والقوانين فيما يلي:

  • لا بدّ أن يتسم الكاتب بالحيادية الموضوعية في كتاباته، وعدم إفحام الآراء وإنصاف الرأي الشخصي في الأخبار والمعلومات.
  • نشر الأخبار الحقيقية وتجنب ذرائع الشائعات والفضائح.
  • عدم نشر المعلومات التي تضلل سير القضايا.
  • لا بدّ من الاعتماد على المصادر الرسمية، وتجنب المعلومات من المصادر المجهولة.
  • كما يجب على الكاتب الإحاطة بالمعلومات الإخبارية من كافة الزوايا، وعدم الركون على زاوية واحدة أو جانب واحد.
  • كما يجب التأكد من المحتوى ومراجعته جيدًا، والتأكد من صدق وجدية المعلومات.
  • الابتعاد عن المواضيع التي تحث على العنف والكراهية، ونشر الفساد المجتمعي.
  • كما يجب احترام خصوصية الأفراد، وعدم التعدي على الحريات الشخصية.
  • الكلمات المكتوبة تقع مسؤوليتها الكاملة على عاتق، لذا ينبغي تحري الدقة والأمانة والاتسام بالموضوعية عند الكاتب.
  • كما يجب عدم النشر للصور المتهمين أو المجرمين، مراعاة لمشاعر أهليهم.

مراحل تطور الصحافة المكتوبة

بدأت جذور الصحافة بالظهور والتطور في العصور الوسطى بأوروبا، وقد مرت بمراحل عديدة كالتالي:

  • كانت في بادئ الأمر كلمة يتفوه بها وتُكتب الأخبار على السبورة، ومن ثَمّ انتقلت لكتابة المخطوطات اليدوية على ورق البردي وألواح الأخشاب.
  • وبعدما اخترع جوتنبرج المطبعة والأحرف المعدنية المنفصلة لسهولة سرد الكلمات على ورق، صارت الطباعة أسهل وأيسر عن ذي قبل وكان ذلك في القرن الخامس عشر الميلادي.
  • أصبحت تُنشر الصحف والمكتوبات بشكل سنوي لفترة طويلة الأمد؛ وذلك لأن ترتيب الأحرف المعدنية كان يستغرق وقتًا طويل، وصدرت العديد من النسخ السنوية للصحف المكتوبة.
  • ومع ظهور الظروف المتصلة للطباعة بدأت الطباعة تصدر بشكل شهري أو أسبوعي، زمع الضجة التكنولوجية المتطورة التي حدث خلال الفترات الطويلة وظهور الآلات الحاسبة ومن ثَمّ الحاسوب، وأخيرًا الذكاء الصناعي في الكتابة تمكنت الصحف من نشر صحف لا حصر لها بصورة يومية.
  • وظهرت العديد من المؤسسات الصحفية المهتمة بنشر الأخبار والمعلومات والتحقيق بشكل يومي ودوري.

مشاكل الصحافة المكتوبة

كل أمر يطوي بين ثناياه الإيجابية والسلبية لذا فإنك تتلقى بعض من المشكلات في الصحافة المكتوبة، وتتمثل مشاكل الصحافة المكتوبة في التالي:

  • أدى ارتفاع أسعار الورق والطباعة والحبر إلى تعطل سير حركة النشر، مع ثبات قيمة الجريدة أو المجلة.
  • استبدال الصحافة الإلكترونية الحديثة بالصحافة الورقية المكتوبة، أدى لتباطئ سير حركة النشر.
  • عدم إقبال القراء والأفراد على شراء المجلات والصحف مثلما كان قبل.
  • قلة الموارد الصحفية بسبب الإعلانات وتعدد الوسائل الإعلامية المختلفة التي عُدّت أكثر جماهيرية.
  • خضوع الصحافة للأنظمة السياسية وإتباع الحاكم، والأفراد الحزبية لا يشعرون أنّها لسان حال لهم وللمجتمع باتجاههم للوجهات السياسية التي تعبر عنها فحسب.

عيوب الصحافة المكتوبة

توجد للصحافة المكتوبة بعض من العيوب، تتمثل فيما يلي:

  • التكلفة العالية.
  • عدم القدرة على اجتياز الحدود الجغرافية.
  • تحتاج للمعرفة عن طريق القراءة المستمرة.
  • التنوع الكبير في الصحف المكتوبة.

خصائص الصحافة

تتنوع خصائص الصحافة فيما يلي:

  • الطباعة.
  • الدورية.
  • الأعطال.
  • وجود الاسم الثابت.
  • التمتع ببعض الخصائص والصلاحيات الاقتصادية.

وإلى هنا نصل للختام فقد طوينا كل ما يتعلق بالصحافة المكتوبة متمثلًا فيما يلي: مفهوم الصحافة المكتوبة، أنوع الصحف، أنواع الصحف المكتوبة، مراحل تطور الصحف، قواعد وقوانين العمل في الصحافة المكتوبة، خصائص الصحافة، مشكلات وعيوب الصحافة، على أن نكون أحطنا إحاطة شاملة بالموضوع واتسعنا في أبعاده اتساع شامل.

اقرأ أيضًا:

Leave a Comment