أوهبّنا الله كون وكوكب لا ينضب من المعجزات والعجائب التي أودعها الله في صغائر مخلوقاته، ولا كنّا لنعلم كل هذا وذاك لولا أن ألهم الله بني الإنسان الحديث في تلك الأمور والتفحص والتدقيق في خلقه، فإذا ما نظرنا إلى تقلب الطقس وتغير فصول السنة حولنا لأدركنا بديع صنع الله عز وجل، ورحمته بعباده نظرًا لما يترتب على هذا من تغير أنواع المحاصيل والزروع المختلفة، فكان السؤال الأول البادر للأذهان هو ما سبب حدوث الفصول الأربعة؟ سوف نوضح بواسطة هذا التقرير أسباب حدوث فصول السنة الأربعة وتعاقبها طوال السنة بلا تخلف في عام واحد أو التبديل بين فصل وآخر، لنرى بديع وحكمة الله في صنع كونه.

سبب حدوث الفصول الأربعة

سبب حدوث الفصول الأربعة

سبب حدوث الفصول الأربعة

من نعم الله المحيطة بنا اختلاف الفصول ما بين الربيع والصيف والخريف والشتاء متعاقبين هكذا، مما ينشأ تنوع في دائرة المحاصيل الزراعية التي تتطلب درجات حرارة مرتفعة فلا تزرع إلا في فصل الصيف، أو زروع تتكيف مع البرودة، ناهيك عن الاعتدال في فصلي الربيع والخريف، ولا ننسى هجرة الحيوانات واختلاف النظم البيئية ومواسم الصيد، لتكمن في النهاية الغاية الكونية من ذاك الاختلاف وتنوع الفصول الأربعة، فكان المسبب الأول في ذلك هو الشمس ودوران الأرض حولها وقياس مدى بعد الأرض عن الشمس واقترابها منها، كما يتحكم ذاك الدوران أيضًا في طول اليوم وقصره؛ فمثلًا في الصيف يكون النهار أطول من الليل، على عكس الشتاء يكون الليل أطول من النهار، ويعتدل الأمر في فصلي الربيع والخريف.

دوران الأرض حول الشمس

نعلم علم اليقين أن للأرض دورتان واحدة يومية تدور فيها الأرض حول نفسها في خط وهمي دورة كاملة على مدار الـ 24 ساعة يوميًا؛ ليتعاقب الليل والنهار، أمّا بالنسبة لدورة السنوية فتدور فيها الأرض حول الشمس سنويًا كل 365 يومًا وربع تقريبًا، ومن هنا يأتي سبب حدوث الفصول الأربعة واختلاف طول النهار والليل وقصرهما؛ وذلك نظرًا لقرب أو بعد الأرض عن الشمس خلال رحلة دورانها حول الشمس، كما تتمّ تلك الحركة الدورانية حول خط وهمي يمر عبر القطبين الشمالي والجنوبي وهو ما يسمى بمحور دوران الأرض، ومن ثَمّ سميت فترة دوران الأرض حول نفسها باليوم الفلكي الذي هو أربعة وعشرون ساعةً أو ما  يقل عن ذاك، وهي الفترة التي تقضيها الشمس لتغرب وتشرق بالمناطق المختلفة في قطبي الكرة الأرضية.

موعد الفصول الأربعة

قبل البدء في معرفة موعد فصول السنة لنتعرف أولًا ما هو الفصل، الفصل هو: تلك الفترة الزمنية من السنة التي دائمًا ما تتميز بظروف مناخية خاصة، ولذا سُميت بالفصول الأربعة التي أشارنا إليهم سلفًا، كما تتوالى بعضها بعضًا بانتظام دون خلل، كما لكل فصل نمط ضوئي ودرجة حرارة، وطقس خاص به.

النصف الشمالي من الكرة الأرضية

  • فصل الشتاء: يبدأ فصل الشتاء عادة في 21 أو 22 كانون الأول، وهو ما يسمى بالانقلاب الشتوي، فيكون فيه الليل أطول من النهار في اليوم الواحد، فيميل الناس للخمول والراحة على خلاف فصل الصيف.
  • فصل الصيف: تسدل شمس الصيف حراراتها تدريجيًا في 20 أو 21 حزيران، وهو ما يُسمى بالانقلاب الصيفي، على عكس الشتاء فيكون فيه النهار أطول من الليل، مما يشعر الناس فيه بالنشاط للقيام بالأعمال.
  • فصل الربيع: أو ما تُسمى بفترة الاعتدال الربيعي التي تبدأ في 20 أو 21 آذار، وتتميز بطقس معتدل واعتدال التوقيت بين الليل والنهار.
  • فصل الخريف: يُكمل دائرة الاعتدال مع فصل الربيع ويبدأ في 22 أو 23 أيلول.

هذا بالنسبة للفصول الأربعة في النصف الأول من الكرة الأرضية ألا وهو النصف الشمالي، على عكس كل ذاك في النصف الثاني من الكرة الأرضية وهو النصف الجنوبي؛ إذ أن الانقلاب الشتوي يكون في 20 أو 21 حزيران، بينما يكون الانقلاب الصيفي في 21 أو 22 كانون الأول ذاك الذي يملك أطول يومٍ في السنة.

اقرأ أيضًا: يتأثر المناخ بالتيارات المائية صح أم خطأ

من أسباب تغير الفصول الأربعة

كما أسلفنا أنه تتعدد الأسباب في حدوث الفصول الأربعة، ومنها أيضًا:

  1. علمنا سلفًا أن الفصول الأربعة تتغير خلال العام اعتمادًا على كم الضوء الشمسي الذي يصل إلى كوكب الأرض، ويكون سبب اختلاف الفصول هو ميلان الأرض عن محورها بالنسبة للمستوى المداري.
  2. كما تدور الأرض عكس اتجاه عقارب الساعة عن محورها بزاوية 23.4 درجة، فإذا ما كانت تدور عمودية لتساوت الفصول الأربعة في الخصائص المناخية ودرجات الحرارة، وما حدث ذاك التناسق بين شقي الكرة الأرضية، إذ يواجه كل فصل نظيره في النصف الآخر من الكرة.
  3. أمّا بالنسبة لخط الاستواء فالاختلاف الموسمي ضئيل للغاية؛ بمعنى أن لديهم نفس القدر من الليل والنهار على مدار العام، فتبقى تلك الأماكن التي على مقدار من الدفئ طليلة العام، وتتوالى عليها مواسم مطر، وجفاف بالتوالي، ولا توجد اختلاف في المواسم لأن الشمس عادة تضرب تلك المنطقة بنفس الزاوية.
  4. كما تتأثر الأغلفة النباتية باختلاف الفصول ففي الشتاء نمو النبات محدود، أمّا في الربيع تنمو بسرعة، وفي الخريف تتساقط الأوراق، وهكذا نتعرف إلى طبيعة النباتات ومدى تكيفها مع الطقس.

الاعتدال والانقلاب بين الفصول

يندرج حدوث الانقلاب الصيفي والشتوي، والاعتدال الخريفي والربيعي في حدوث الفصول الأربعة، فلنعرض عليكم التفاصيل:

  • أولًا الانـقـلاب

  1. لنستهل الحديث بالانقلاب، يبدأ الانقلاب الصيفي عندما تتعامد الشمس مع مدار السرطان، وعلى هذا فيكون الجزء الشمالي للكرة الأرضية أكثر تعرضًا للشمس عن غيره أي النصف الجنوبي، وهكذا يكون أكثر حرارة وأطول نهارًا ويقصر في الجانب الجنوبي من الكرة الأرضية.
  2. أمّا بالنسبة للانقلاب الشتوي فتكون الشمس عمودية على مدار الجدي، فتعكس الأحوال وتتبدل ليكون الجزء الجنوبي معرضًا لأكبر قدر من ضوء الشمس، على عكس الجانب الشمالي.
  • ثانيًا الاعتـــدال

  1. يبدأ موسم الاعتدال بحلول فصل الربيع حينما يصل إلى نقطة القاع في مداره حول الشمس، ثُمّ تتعامد الشمس مع خط الاستواء لخط الأرض، وهو ما يُسمي بيوم الاعتدال الربيعي؛ إذ تتساوى فيه عدد ساعات النهار والليل على السواء، ومن ثَمّ تنحصر أشعة الشمس في اتجاه شمال خط الاستواء، يعكس ذاك في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.
  2. أمّا عن الاعتدال الخريفي فيكون حينما تتعامد أشعة الشمس مع خط الاستواء، وتتساوى فيه عدد ساعات النهار والليل أيضًا، وتكون أشعة الشمس باتجاه خط الاستواء، على عكس ذاك في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.

وإلى هنا نصل لختام مقالنا الذي أوضحنا فيه  سبب حدوث الفصول الأربعة، وأوضحنا التقلبات والاعتدالات الفصلية على مدار العام، وكذا تطرقنا بالحديث عن كيفية دوران الأرض حول الشمس في دورتين يومية وأخرى سنوية، موعد توالي الفصول على أن نكون أحطنا بشمولية الإفادة للموضوع.

اقرأ أيضًا:

Leave a Comment