في الآونة الأخيرة ظهر نوع جديد من المخدرات وهي المخدرات الرقمية والتي تتم عن طريق إنتاج محتوى صوتي يعطي تأثير المخدرات التقليدية عند الاستماع إليه في ظروف معينة، إذ تحولت عملية التعاطي عن طريق التدخين أو الشم أو البلع أو الحقن إلى عملية استماع لنغمة صوتية، وتحولت عملية التبادل بين تاجر المخدرات والمتعاطي إلى عملية تحميل، وبذلك فإن خطر انتشار هذا النوع من المخدرات أصبح متاحًا وسريعًا، فهي تشكل خطرًا حقيقيًا يهدد حياة الفرد إذ تؤدي به إلى حدوث تشنجات وإغماء وقد تصل به إلى الوفاة، ولذلك لابد من تضافر الجهود من مختلف المؤسسات والهيئات والدول للحد والقضاء على انتشار هذا النوع المستجد من المخدرات.

مفهوم المخدرات الرقمية

  • تعرف المخدرات الرقمية بأنها عبارة عن ملفات صوتية يتم سماعها من خلال مواقع إلكترونية معينة على شبكة الإنترنت بواسطة سماعات في كلتا الأذنين، مستخدمة ترددات مختلفة في الأذن عن الأخرى، وعند محاولة الدماغ توحيد الترددين فإن هذه العملية من شأنها إحداث اضطراب في وظائف الدماغ فيمَا يتعلق بمستوى الإشارات الكهربائية التي يطلقها الدماغ، ومن هنا يتحكم مروجي المخدرات الرقمية بمقدار الاضطراب والإشارات الكهربائية لإحداث النشوة المطلوبة لكل متعاطي، ويعادل الأثر الذي يتركه الملف الأثر ذاته من تدخين سيجارة من الحشيش أو تناول جرعة من الكوكايين، أو أيًا من الأنواع الأخرى.
  • والمخدرات الرقمية يدخل فيها الشخص المدمن بنوبة من الاسترخاء والهدوء والشعور بحالة من التحسن في الحالة المزاجية العامة والرغبة في النوم.
  • وتتراوح أسعار ذلك النوع من المخدرات الرقمية في بعض المواقع الإلكترونية من 3 إلى 30 دولار حَسَبَ الجرعة التي يتم الحصول عليها من المخدر الرقمي وعلى حسب نوع المخدر الرقمي الذي يتعاطاها الشخص، وتنقسم أطوال تلك المقطوعات بين 15 دقيقة و30 دقيقة و45 دقيقة كحد أقصى تبعًا لطاقة كل شخص وسرعة تأثره بتلك المخدرات.

المخدرات الرقمية والمخدرات التقليدية

تؤثر المخدرات الرقمية على المخ الذي لديه قدرات طبيعية تمكنه من تحديد الترددات الصادرة له عن طريق الأذن وتوحيدها، وهذه الترددات الصادرة إلى العقل والتي تعد ترددات إدمانية تخدع العقل فلا يستطيع توحيدها، ومن هنا يشعر الإنشان بإحساس السعادة الكاذب، وهذا الإحساس ناشئ من اختلاف بين الترددين والتردد الثالث الذي يخلفه المخ، وتعتبر المخدرات الرقمية أخطر من المخدرات التقليدية، وذلك لعدة أسباب من أبرزها:

  • سهولة الحصول عليها وضعف الرِّقابة الحكومية الخاصة بهذا النوع من التعاطي أو الترويج للمخدرات.
  • ضعف الأنشطة الاجتماعية أو التعليمية الهادفة إلى تثقيف المراهقين والشباب بخطورة هذا النوع من المخدرات.
  • المخدرات الرقمية لها أجواء وطقوس خاصة من بينها:
    • الجلوس في غرفة خافتة الإضاءة.
    • وتغطية العينين بقطعة قماش.
    • ارتداء ملابس فضفاضة.
    • واستعمال سماعات إستريو عالية الوضوح.
  • ضعف الوازع الديني لدى المتعاطين وانغماسهم في استماع هذه المواد المخدرة.
  • إمكانية الحصول على هذا النوع من المخدرات من المواقع الإلكترونية في سن مبكرة، ودون أي عوائق تحدد السن المناسب للولوج في تلك المواقع.
  • المشكلات الأسرية بين الآباء وقلة مراعاتهم لأبنائهم ومتابعتهم مما يدفع الأبناء إلى الانغماس في هذه المواقع ابتعادًا عن المشكلات.
  • سهولة الحصول عليها فيمكن الحصول عليها بضغطة واحدة عبر شبكة الإنترنت.
  • صعوبة اكتشافها من قبل أفراد العائلة أو المقربين.

أساليب الترويج للمخدرات الرقمية

يجب الاطلاع والدراية على أساليب الترويج لذلك النوع من المخدرات حتى يتم تجنب هذا النوع، حيث يتم الترويج للمخدرات الرقمية بهدف إقناع الشباب بها ويتم ذلك عن طريق:

  1. إقناع الشباب بعدم وجود أي ضرر من تلك المخدرات حيث لا تؤثر كيميائيًا على الجسم كالمخدرات التقليدية، وهذا بالطبع غير صحيح حيث تؤثر المخدرات الرقمية على الشخص معنويًا وجسديًا.
  2. إبراز تأثير تلك المخدرات الرقمية على صحة الجسد ونشاطه واسترخاءه، وهذا أيضًا غير الصحيح فهذا شعور كاذب ومؤقت.
  3. عرض قصص مختلفة لأشخاص خاضوا تجرِبة تعاطي المخدرات الرقمية وكيف أنها جعلت حياتهم أسعد وأجمل مما سبق، وهذا أيضًا نوع من الترويج فكل هذه القصص وهمية وغير حقيقية، فهذه الأنواع تدمر حياة الشخص وتجعلها أسوأ فأسوأ.
  4. عرض ذلك النوع من المخدرات بأسعار تنافسية زهيدة في متناول الجميع عكس أسعار المخدرات التقليدية كنوع من الترويج لذلك النوع.

آثار تعاطي المخدرات الرقمية

للمخدرات الرقمية آثار نفسية وصحية واجتماعية واقتصادية كبيرة على الإنسان، ومن أبرز تلك الآثار ما يلي:

  • الشعور بتنميل في الجسم مع دوار وألم في الرأس.
  • حدوث سرعة في التنفس وزيادة في معدل ضربات القلب.
  • الكسل والميل إلى النوم.
  • حدوث رعشة في الجسم في الحالات المتقدمة مع الإدمان.
  • دخول الشباب عالم العولمة وانسلاخهم تدريجيًا عن قيم وأعراف المجتمع الإيجابية وتقبلهم لعادات مرفوضة مجتمعيًا.
  • الشعور بحالة من الهدوء والاسترخاء غير الطبيعي.
  • الانفصال التام عن الواقع ليدخل المدن عالم اللاوعي بحيث يشعر برغبة في تكرار هذه التجربة.
  • الشعور بالانسجام التام مع الملفات الصوتية التي يستمع لها المتعاطي.
  • تعتبر إهدارًا للأموال إذ لا يمكن تحميلها دون مبالغ مالية ترتفع بالتزامن مع مراحل الإدمان للفرد.

أنواع المخدرات الرقمية

لقد تم إطلاق أنواع مختلفة من المقطوعات الصوتية والتي تحاكي نفس عمل المواد المخدرة بجانب مقطوعات أخرى تمنح الأشخاص الشعور بالراحة والاسترخاء ومن ظهرت أنواع على غرار نمط المخدرات الكلاسيكية كالكوكايين والهيروين والماريجوانا، بالإضافة إلى ظهور موجات جديدة من المخدرات الرقمية، ومن أشهر أنواع هذه الموجات ما يلي:

  • موجات الماريجوانا
    • تعمل تلك الموجات على تهدئة وظائف الجسم وإحساس المتعاطي بشعور يشبه تدخين نبات الماريجوانا والدخول في حالة هدوء.
  • الموجات الترفيهية
    • يعمل ذلك النوع من المقطوعات الموسيقية بمنح المتعاطي الشعور الكاذب بالترفيه والسعادة كما لو أنه يعيش من السعادة والسرور كأنه يملك كل ما يرغب.
  • موجات الكوكايين
    • عبارة عن مقطوعة تحمل نغمات منشطة للجهاز العصبي تعطي نفس إحساس الكوكايين وتولد شعور بالطاقة والنشاط.
  • موجات الكحول
    • وتهدف ذلك النوع من المقاطع إلى منح المتعاطي تأثير بالهدوء والاسترخاء يشبه ما يمنح الكحول عن تناوله.
  • موجات الأفيون
    • تعمل مقطوعة الأفيون على شعور المتعاطي بالسعادة والنعاس ومحاكاة التأثير الحقيقي لمخدر الأفيون.

طرق الوقاية من المخدرات الرقمية

تؤثر المخدرات الرقمية بشكل سلبي على متعاطيها، لذلك يجب محاربتها بكافة الطرق، التي من أبرزها:

  1. ضرورة حجب ورصد هذه المقاطع والمواقع الصوتية قبل القيام بترويجها، وقيام المؤسسات الحكومية بالعمل على ضبط الأشخاص التي تقوم بترويجها، وذلك من خلال تعاون وزارة الداخلية مع وزارة الاتصالات والقيام ببعض الأنشطة المبتكرة التي تتناسب مع أسلوب تفكير الشباب.
  2. ينبغي نشر وسائل التوعية للأسر.
  3. يجب قيام الأسر بنوع من الرِّقابة على أبنائهم.
  4. ينبغي كذلك إنشاء مواقع التواصل ومواقع إنترنت خاصة للإبلاغ عن الأشخاص الذين يقومون بترويج ذلك النوع من المخدرات.
  5. لابد من متابعة ومراقبة الأبناء من خلال الاستعمال العقلاني للوسائل الإلكترونية الحديثة للاستفادة من الجانب المفيد والنافع في تلك الوسائل، مع ضرورة عدم ترك الحرية المطلقة للأبناء حتى لا يدمنون مثل تلك المواقع.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه الحديث عن المخدرات الرقمية وكيفية الوقاية والابتعاد عن ذلك النوع من المخدرات الذي يستهدف الشباب والمراهقين بالدرجة الأساس والذين يفتقرون إلى الدراية والخبرة بتلك الأنواع.

اقرأ أيضًا:

Leave a Comment