القراءة هي عملية تحتاج إلى فك الرموز المكتوبة وفهمها وإدراك ما ينم عليه المكتوب، وهي أهم جزء في اللغة حيث أن لها أهمية كبرى في بناء الحضارات، وتنمية الفكر لدى الفرد وتوسيع مداركه، كما تعمل القراءة على تحفيز العقل على العمل باستمرار، ثم أن لها أهمية كبيرة في تنمية القدرة على تحليل النصوص ونقدها، ولكن يجب أن تكون القراءة التي يقوم بها الفرد هادفة ومثمرة تفيد القارئ، وللقراءة الهادفة عدة شروط يجب أن يتبعها القارئ لكي يستفيد من قراءته، وإليكم شروط القراءة الهادفة.
مفهوم القراءة
كانت كلمة “اقرأ” هي أول كلمة في كتاب الله تعالى الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور الذي أُنزل على سيدنا محمد، والقراءة هي عملية تفسير للرموز اللفظية المكتوبة أو المطبوعة، وتعد القراءة من أهم فنون اللغة العربية فهي من وسائل الرقي الثقافي ومفتاح العلوم والمعارف ومصدر من مصادر تكوين الوعي اللغوي لدى الفرد، ونافذة يطل بها الفرد على تراث الأمم الأخرى، وهي أساس كل عملية تعليمية، حيث يكتسب بها الفرد التفكير عمقًا وثراءً وتنوعًا، وتمثل نقطة جوهرية في سياق النمو العقلي والمعرفي للفرد، كما أنها تزود القارئ المعلومات والقيم وأشكال التفكير للتعامل مع المواقف الجديدة والمشاكل التي تواجه الفرد، بالإضافة إلى أنها نافذة للاطّلاع على ما أنتجته البشرية في شتى المجالات، وهي الركيزة الأولى في بناء الشخصية الواعية المثقفة.
شروط القراءة الهادفة
يوجد عدة شروط يجب توافرها لكي تكون القراءة هادفة، وهذه الشروط هي:
- يجب أن يختار القارئ الكتب التي ستفيده، وتضيف إليه معلومات جديدة.
- يجب أن يختار القارئ المجالات التي يحبها.
- يجب أن يختار الكتاب المناسب لعمره ومستواه الفكري.
- يجب على القارئ أن يبدأ بالكتب الحديثة أولًا ثم الأقدم.
- يجب على القارئ أن يبدأ أولًا بالكتب الخاصة بالشريعة ثم الكتب الفلسفية.
- يجب على القارئ أن يبدأ بالبسملة.
- يجب أن يقرأ مبادئ العلم الذي سيتناوله.
- يجب على القارئ أن يتعمق في مجال التخصص.
- يجب أن يلخص القارئ الكتب التي يقرأها.
فوائد القراءة
لم تعد القراءة تتوقف فقط على فك الرموز المكتوبة، وإنما تعدت إلى ربط النص المقروء بما لدى الفرد من معلومات جديدة، كما أنها تساعد الفرد على تحليل ما يقرأ ونقده، وللقراءة فوائد عديدة منها ما يلي:
- القراءة وسيلة للتنمية الفكرية والوجدانية.
- وسيلة للمتعة والراحة النفسية.
- للقراءة أثر كبير في صناعة العلماء والمخترعين والساسة والمبدعين.
- القراءة هي السبيل الأول لتوسيع المدارك وتطوير المعلومات، وكسب الثقافة، والباعث على الإبداع والابتكار.
- تعمل القراءة على التخفيف من التوتر حيث تعمل القصص والروايات على نقل القارئ إلى عالم آخر.
- زيادة المعلومات والمعرفة لدى القارئ.
- تساعد القراءة في تقوية الذاكرة.
- تساعد القراءة على تقوية ملكة الكتابة لدى الفرد.
- زيادة الثروة اللغوية لدى القارئ.
- تنمي القيم والسلوكيات المرغوب بها لدى الفرد.
- تعزز ثقة الفرد بنفسه وتعرفه على حقوقه وواجباته.
- تنمي مهارات التفكير العليا.
- وسيلة من وسائل اكتساب المعرفة والثقافة والخبرات.
طرق الاستفادة من الكتب
يوجد ثلاث خطوات مثمرة للقراءة، وهي:
1. النظرة المبدئية على الكتاب
وفي هذه الخطوة يقوم القارئ بمعرفة العنوان، ومعلومات الغطاء الخلفية والأمامية وتاريخ النشر والمقدمة، وقائمة المحتويات، وسيرة المؤلف.
2. قراءة الكتاب
يجب أن تحدد وقتًا تقريبيًا لقراءته، وأن تأخذ قسطًا من الراحة عند الشعور بعدم التركيز، كما يجب أن تركز على المعلومات الهامة التي تحتوي على إحصاءات أو تحليلات موضوعية.
3. تثبيت المعلومات وكتابتها
يجب كتابة المعلومات الهامة، وذلك لأن الإنسان ينسى في فترة ما بين 40 % إلى 50% مما قرأ.
أنواع القراءة حسب أهدافها
تنقسم القراءة بحسب أهدافها إلى خمسة أنواع، وإليكم تفاصيل تلك الأنواع:
القراءة الاكتشافية
يجب على القارئ ألا يتعجل في شراء كتاب دون أن يتأكد من مناسبة الكتاب له أم لا، ويمكن الوصول إلى حكم جيد على الكتاب إذا قمت بما يلي:
- قراءة مقدمة الكتاب، وذلك لأن المقدمة تحتوي في كثير من الأحيان على نبذه عن الكتاب.
- قراءة فهرس الموضوعات، وذلك لاكتشاف المنظور المنطقي للكتاب.
- الاطلاع على فهرس المصادر والمراجع التي اعتمد عليها المؤلف في بناء كتابه، وذلك لأنها تشكل المصدر الذي بنى عليه معلوماته.
- يضع بعض المؤلفين ملخصًا في آخر كل فصل، فيجب قراءة الملخص إن وجد.
- قراءة بعض صفحات أو بعض الفقرات من الكتاب، وذلك يمكن القارئ من معرفة مستوى الكتاب.
القراءة السريعة
يقرر القارئ بعد تصفح الكتاب أي نوع من القراءة يستحق، حيث يوجد كتب تستحق قراءة سريعة للاستفادة من بعض المعلومات بها، وهناك كتب يجب أن تقرأ بدقة، وتقوم فكرة القراءة السريعة على أن يقوم القارئ بالانتقال من مساحة إلى مساحة أخرى في الكتاب بحيث يلتقط أكبر عدد من الوحدات الدلالية، وقد أقامت بعض الدول المتقدمة دورات للقراءة السريعة، بهدف تدريب القارئ على التقاط أكبر عدد من الكلمات أثناء الثانية التي تقف فيها عينيه على الكلام.
القراءة الانتقائية
حين يتجه القارئ إلى التعمق في موضوع معين، فإنه يكون بحاجة إلى اختيار عدد من الكتب والمراجع المتنوعة، وذلك لإيجاد ما يناسبه، والكتب التي يرجع إليها القارئ نوعان: الأول كتب تنتمي إلى الموضوع الذي يبحث فيه القارئ وعن طريق تلك الكتب يمكن تكوين رؤية جيدة للموضوع، النوع الثاني: كتب لا تنتمي إلى الموضوع الذي يبحث فيه القارئ وهذه الكتب تحتاج إلى قراءة سريعة جدًا للاطلاع على أكبر عدد من الصفحات في وقت قصير.
القراءة التحليلية
ليست مجرد الاطلاع والاستفادة فقط وإنما هي محاولة الوصول إلى معرفة الخلفية الثقافية الخاصة بالكاتب وحواره ونقده بالإضافة إلى الوقوف على جوانب القصور في الكتاب.
القراءة المحورية
هي القراءة التي تستهدف الوقوف على معلومات وأفكار ومفاهيم تتعلق بموضوع معين، كما يفعل الباحث إذا أراد أن يكتب في موضوع ما فإنه يحاول أن يطلع على مصادر المعلومات المختلفة التي تقدم له مادة أو خلفية تساعده في إنجاز عمله.
أنواع القراءة حسب الطريقة التي تنفذ بها
قراءة صامتة
هي استقبال الرموز المطبوعة وإدراك معانيها في حدود وخبرات القارئ، حيث تلتقط العين الرموز المكتوبة، ولا يعمل جهاز النطق فيها ولا تحرك اللسان أو الشفتين.
قراءة جهرية
وهي التقاط الرموز المكتوبة بواسطة العين وترجمة العقل لها، ثم الجهر بها باستخدام أعضاء النطق، استخدامًا يجعلها تخرج صحيحة ومضبوطة.
اقرأ أيضًا: