يعتبر موضوع صعوبات التعلم وعلاجها من الموضوعات المهمة التي تؤرق الآباء والمربين والباحثين في مجال التربية والتعليم لما لها من آثار سلبية في عملية التحصيل الدراسي، حيث يواجه بعض الطلبة صعوبات تعلم بسيطة يمكن تجاوزها بقليل من العون والفهم من قِبل الأهل والمعلم، بخلاف آخرون يعانون صعوبات تعلمية أكثر شدة، ويكونون بحاجة أكبر إلى اهتمام المعلم والأهل، وفي هذه الحالة يتطلب الأمر استشارة مختص في هذا المجال.

صعوبات التعلم

  • يشير مصطلح صعوبات التعلم إلى تذبذب أو عدم استقرار في العمليات المعرفية الأساسية الضرورية لاستخدام أو فهم اللغة المنطوقة أو المكتوبة.
  • صعوبات التعلم عبارة عن تذبذب (عدم استقرار) في العمليات الأساسية التي تشتمل على الانتباه وتكوين المفهوم والتذكر وحل المشكلة.
  • وتظهر صعوبات التعلم على نحو وجود مشكلة أو أكثر في:
    • اللغة أو فهمها.
    • القدرة على الفهم.
    • الإدراك.
    • التهجي.
    • القراءة.
    • الكتابة.
    • العمليات الحسابية.

أنواع صعوبات التعلم

  1. صعوبات تعلم نمائية: وهي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات المختلفة التي تنتج عن خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي بسبب تخلف عقلي أو تخلف حسي أو اضطرابات نفسية أو حرمان بيئي ثقافي أو اقتصادي.
    • وتتمثل صعوبات التعلم النمائية في:
      • صعوبات الإدراك.
      • صعوبات التذكر.
      • صعوبات الانتباه.
  2. صعوبات تعلم أكاديمية: ترتبط هذه الصعوبات إلى حد بعيد بصعوبات التعلم النمائي، وهي صعوبات متعلقة بالتحصيل الأكاديمي، وهو ما يتطلب طرائق تعليم خاصة حتي يتمكن من استخدام كامل القدرات العقلية الكامنة لديه.
    • وتتمثل صعوبات التعلم الأكاديمية في:
      • صعوبات القراءة.
      • صعوبات الكتابة.
      • صعوبات الحساب.

الأعراض المصاحبة لصعوبات التعلم

  • الانتباه المتشتت.
  • الانطواء في بعض الوقت.
  • قلة أو عدم الاهتمام بالمدرسة.
  • الغياب المتزايد.
  • السلوك العدواني.
  • عدم التقبل من قِبل الزملاء.
  • وجود ضعف في الذاكرة.

خصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم

تظهر العديد من الأعراض على الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم، ومن المهم ألا يؤخذ عرض محدد يدل على الصعوبة التعليمية، لأن كثيرًا من الأعراض قد لا تكون ظاهرة عليه، ففي عمر ما قبل المدرسة يمكن ملاحظة الأعراض التالية:

  1. يجد الطفل صعوبة في ربط أزرار قميصه.
  2. صعوبة في فهم الكلمات الدالة على التوجه المكاني.
  3. صعوبة في تنفيذ أكثر من طلب.
  4. تطور بطئ في الكلام مع تقديم أو تأخير حروف الكلمة الواحدة.
  5. معاناة في تذكر الأشياء المرئية.
  6. صعوبة في التذكر الزماني.
  7. الشعور بالتعب نتيجة التركيز الكبير والجهد المبذول في التعلم.

وتستمر هذه الأعراض في المدرسة الابتدائية ويظهر بالإضافة لها ما يلي:

  1. صعوبة في القراءة بصوت مرتفع مصحوب بجهد واضح، وكثير ما يتم حذف أو زيادة بعض الكلمات أو حذف سطر أو قراءة سطر مرتين.
  2. صعوبة في التميز بين الكلمات والحروف المتقاربة في الشكل، وتقسيم الكلمات الطويلة إلى مقاطع، أو وضعها في الترتيب الصحيح لتكوين كلمة.
  3. عدم الانتباه إلى علامات الترقيم.
  4. صعوبة في استخراج المفاهيم الأساسية في فقره مكتوبة.
  5. صعوبة في حفظ جدول الضرب واكتساب المفاهيم الرياضية.
  6. صعوبة في الربط بين صوت الحرف وشكلة، وكتابة الكلمة بتهجئة مختلفة في الفقرة نفسها.

علاج صعوبات التعلم

1. علاج صعوبات القراءة

هناك العديد من الطرق تهدف إلى علاج صعوبة قراءة وتفسير الرموز اللغوية، ومن هذه الطرق ما يلي:

  • الطريقة الصوتية: ويتم استخدام هذه الطريقة مع الذين لا يستطيعون تفسير رموز الكلمات وقراءتها بالطرق الاعتيادية وتقوم على التعامل مع الحروف الهجائية كوحدات صوتية، وتسمى أيضًا بالطريقة الهجائية، وتبدأ بتعليم الحرف ثم الكلمة ثم الجملة.
  • الطريقة متعددة الحواس: تعتمد هذه الطريقة على استخدام أكثر من حاسة إضافة إلى الحركة، وخاصة للأطفال الذين يعانون من صعوبات قرائية، ومن المعلوم أن الملموس أفضل للتعلم والفهم من غير الملموس، وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة ويطلق على هذه الطريقة اختصارًا (VAKT) يشير كل حرف من هذه الحروف إلى حاسة معينة، فالحرف (۷) يعني استخدام الحاسة البصرية (Visual) حيث يشاهد الطفل الكلمة المراد تعلمها ويمثل الحرف (A) الحاسة السمعية (Auditory) حيث يسمع الطفل الكلمة وينطقها ويشير الحرف (K) إلى استخدام الحركة (Kinesthetic) حيث يتبع الطفل الكلمة بالحاسة الحركية، ويمثل الحرف (T) الحاسة اللمسية (Tactual) حيث يتبع الطفل الكلمة بإصبعه.

2. علاج صعوبات الإدراك

يمكن علاج صعوبة الإدراك من خلال اتباع الخطوات التالية:

  • دراسة حالة الطفل الجسمية.
  • تحليل المهام التربوية للمشكلة.
  • كتابة أهداف وإجراءات العلاج وعملياته.

3. علاج صعوبات التذكر

تختلف طريقة علاج صعوبة التذكر من حالة إلى أخرى، وهناك العديد من الاستراتيجيات لعلاج صعوبة التذكر، ومنها ما يلي:

  • استراتيجية الكلمة المفتاحية: تحديد واختيار كلمة مفتاحية معينة من خلالها ربط المعلومة وبالتالي سهولة تذكرها.
  • استراتيجية الحرف الأول: وتعتمد هذه الاستراتيجية على بناء كلمات لها معنى من الحروف الأولى لكلة كلمة أو جملة.
  • استراتيجية الربط: وهي ربط المعلومات بأحداث وتواريخ وأسماء معينة.
  • استراتيجية التكرار: وهي عبارة عن تكرار المعلومات عدة مرات مع التركيز على أهم التفاصيل.
  • استراتيجية التجميع: وهي جمع المعلومات في نظام معين يسهل على الذهن تذكره.

وإلى هنا نصل إلى ختام الحديث عن موضوع من أهم المواضيع وهو صعوبات التعلم، بعد أن تناولنا الحديث عن مفهوم وأنواع وعلاج صعوبات التعلم.

اقرأ أيضًا:

Leave a Comment