طلحة بن عبيد الله أحد العشرة الذين بشرهم رسول الله بالجنة ﷺ، وكان من الأولين السابقين إلى الإسلام، فهو أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام وقد أسلم على يد أبي بكر الصديق، وأحد الستة أهل الشورى الذين توفى رسول الله ﷺ وهو راضٍ عنهم، ووصفه رسول الله ﷺ فقال فيه: “من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله”.

طلحة بن عبيد الله

  • هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.
  • أمه، الصعبة بنت عماد الحضرمي.
  • وكنيته رضي الله عنه أبا محمد، ويعرف بطلحة الفيَّاض، وطلحة الخير.
  • كان طلحة بن عبيد الله رجلًا أسمر حسن الوجه، دقيق الأنف، إذا مشى أسرع.
  • رُزق طلحة بن عبيد الله باثني عشر ولدًا، تسع من الذكور، وثلاث من الإناث.

إسلام طلحة بن عبيد الله

روى ابن سعد عن طلحة بن عبيد الله قال: حضرت سوق بُصرى ببلاد الشام فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة: فقلت: نعم أنا، فقال: هل ظهر أحمد بعدُ؟ قال: قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، ومخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ، فإياك أن تُسبق إليه قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال، فخرجت سريعًا حتى قدمت مكة، فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم؛ محمد بن عبد الله الأمين تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة، قال فخرجت حتى دخلت على أبي بكر، فقلت: أتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم، فانطلق إليه فأدخل عليه فاتبعه، فإنه يدعو إلى الحق، فأخبره طلحة بما قال الراهب فخرج أبو بكر بطلحة فدخل به على رسول الله ﷺ فأسلم طلحة، وأخبر رسول الله ﷺ بما قال الراهب، فسَرَّ رسول الله ﷺ بذلك، فلما أسلم أبو بكر وطلحة بن عبيد الله أخذهما نوفل بن خويلد العدوية فشدهما في حبل واحد ولم يمنعهما بنو تيم، وكان نوفل بن خويلد يُدعى أسد قريش، فلذلك سُمي أبو بكر وطلحة القرينين.

مناقب طلحة بن عبيد الله

  • عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ كان على جبل حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعليٌّ وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة فقال رسول الله ﷺ: اهدأ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.
  • وعن الزبير بن العوام قال: كان على النبي ﷺ درعان يوم أحد فنهض إلى الصخرة فقال سمعت النبي ﷺ يقول: أَوْجَبَ طلحة.
  • عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من سرَّه أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله.
  • وعن عمه موسى بن طلحة قال: دخلت على معاوية فقال: ألا أُبشرك؟ سمعت رسول الله ﷺ يقول: طلحة ممن قضى نحبه.

كرم طلحة بن عبيد الله

هناك العديد من المواقف التي تدل على كرم وجود الصحابي طلحة بن عبد الله، ومن الأقوال الدالة على ذلك ما يلي:

  • قال عليَّ بن زيد: جاء أعرابي إلى طلحة يسأله، فتقرب إليه برحم فقال: إن هذه لرحم ما سألني بها أحدٌ قبلك، إن لي أرضًا قد أعطاني بها عثمان ثلاث مئة ألف، فاقبضها، وإن شئت بعتها من عثمان، ودفعت إليك الثمن، فقال: الثمن، فأعطاه.
  • قال محمد بن إبراهيم: كان طلحة بن عُبيد الله يغل (الغلة والمحصول) بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف، ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقل أو أكثر وبالإعراض له غلات وكان لا يدع أحدًا من بني تيم عائلًا إلا كفاه مؤونته ومؤونة عياله وزوج أياماهم وأخدم عائلهم وقضى دين غارمهم، ولقد كان يرسل إلى عائشة رضي الله عنها، إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف ولقد قضى عن صبيحة التيمي ثلاثين ألف دَرْهم.
  • عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة بن عبيد الله، أنه أتاه مال من حضرموت سبع مئة ألف، فبات ليلته قلقًا، فقالت له زوجته: مالكَ؟ قال: تفكرت منذ الليلة، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته؟ قالت: فأينَ أنت عن بعض أخلائك؟ فإذا أصبحت، فادع بجفان وقصاع فقسمه، فقال لها: رحمك الله، إنكِ موفقة بنت موفق، وهي أم كلثوم بنت الصديق، فلما أصبح، دعا بجفان، فقسمها بين المهاجرين والأنصار، فبعث إلى علي بن أبي طالب منها بجفنة، فقالت له زوجته: أبا محمد! أما كان لنا في هذا المال من نصيب؟ قال: فأين كنت منذ اليوم؟ فشأنك بما بقى قالت: فكانت صرة فيها نحو ألف دَرْهم.

جهاد طلحة بن عبيد الله

  • لم يشهد طلحة بدرًا؛ لأن رسول الله ﷺ أرسله ومعه سعيد بن زيد في مُهِمَّة عسكرية.
  • وشهد طلحة أحدًا وما بعدها من المشاهد، وبايع بيعة الرضوان وأبلى يوم أحد بلاءً عظيمًا ووقى رسول الله ﷺ بنفسه واتقى عنه النبل بيده حتى شلت إصبعه وضرب على رأسه حتى صعد الصخرة.
    • عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم أحد وولى الناس كان رسول الله ﷺ في ناحية في اثني عشر رجلًا من الأنصار وفيهم طلحة بن عبيد الله، فأدركهم المشركون فالتفت رسول الله ﷺ وقال: مَن للقوم؟ فقال طلحة: أنا، قال رسول الله ﷺ كما أنت فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله فقال: أنت، فقاتل حتى قُتل، ثم التفت فإذا المشركون فقال: من للقوم؟ فقال طلحة: أنا، قال كما أنت، فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال أنت، فقاتل حتى قُتل، ثم لم يزل يقول ذلك ويخرج إليهم رجل من الأنصار فيُقاتل قتال من قبله حتى يُقتل حتى بقي رسول الله ﷺ وطلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله ﷺ من للقوم؟ فقال طلحة: أنا، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضُربت يده فقطعت أصابعه، فقال: حَس، فقال رسول الله ﷺ: لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون، ثم ردَّ الله المشركين.
    • عن عائشة وأم إسحاق ابنتي طلحة بن عبيد الله قالتا: جرح أبونا يوم أحد أربعًا وعشرين جراحة وقع منها في رأسه شجة مربعة وقطع نساه أي عرق النَّسا، وشلت إصبعه وسائر الجراح في سائر جسده، وقد غلبه الغشي، وطلحة محتمله يرجع به القهقري كلما أدركه أحد من المشركين قاتل دونه حتى أسنده إلى الشعْب.

وفاة طلحة بن عبيد الله

  • قُتل طلحة بن عبيد الله يوم موقعة الجمل، وكان يوم الخميس، العاشر من جمادي الآخرة.
  • وتوفى طلحة عن عمر يناهز أربعة وستين سنة، ودفن بمدينة البصرة بالعراق.

وإلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية حديثنا عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، رحم الله الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رحمةً واسعةً وجزاه عن الإسلام خير الجزاء، الجواد بنفسه، الفياض بماله، فسلام عليه في الأولين والآخرين.

اقرأ أيضًا:

Leave a Comment