الحضارة المغربية القديمة

حقائق حول الحضارة المغربية القديمة

الحضارة المغربية، الحضارة هي تعبير عن كل الإنجازات التي يقوم بها الإنسان في الفكر والوجدان والعمران ليحقق ذاته، ويطور مجتمعه، ويساهم في المسيرة الإنسانية، كما أنها تعبر عن مدى إسهام الشعوب والأمم في تنمية المجتمعات الإنسانية والتسامي بها، كما أن الحضارة في مدلولها العام ومعناها العالي تستلزم طائفة من العناصر لأهمها شيوع العمران وانتشار العلوم والفنون وحسن انتظام الاجتماع وتوازن الاقتصاد وعظمة الجهاز السياسي وضخامة المقومات العسكرية، والحضارات تقوى وتضعف حسب قوة تلك العناصر وضعفها ودرجة اكتمالها، وقد تعرضت بلاد المغرب إلى عدة احتلالات، وقد أقيمت في المغرب عدة حضارات كالحضارة القرطاجنة والرومانية وحضارة الموريين والحضارة الإسلامية والحضارة البيزنطية.

الحضارة المغربية

عندما فتح العرب إفريقية والمغرب وجدوا الحضارات التي توالت على البلاد قد عفى عليها تناحر الأمم التي تنازعت السلطة في المغرب قبل الفتح الإسلامي فالحضارة القرطاجية تم القضاء عليها من قبل الرومان حيث بتروا جذور المدنية والعمران وبنو حضارتهم التي ما لبث الوندال باستئصالها ولم يمكثوا في المغرب زهاء القرن حتى قضى عليهم سكان الإمبراطورية الرومانية الشرقية، ولكنهم خرجوا من البلاد بعد فترة قصيرة، وبذلك خرجت المغرب من سلسلة الاحتلالات الأجنبية، وقد ذكر المؤرخون أن البربر لم يستفيدوا شيئًا من تلك الحضارات حيث لم يكن لهم دور في الحضارة، وذلك لأنهم خاضعين للغزاة حتى جاء الفتح الإسلامي الذي أصبح هو الأساس للحياة العلمية بها.

بلاد المغرب

عُرفت بلاد المغرب منذ أقدم العصور بأسماء مختلفة، فكان الإغريق يسمون القسم الشمالي منها الذي كان يسكنه العنصر الأبيض باسم ليبو أو ليبيا، بينما كانوا يطلقون على الصحراء اسم بلاد الأحباش السود، إما إفريقية فقد أطلقه الرومان على الإقليم الذي يقابل الجزء الشمالي الشرقي من الجمهورية التونسية، ويشتمل على قرطاجنة وما حولها حتى نوميديا غربًا، أما المغرب فيشمل ما يلي: مصر غربًا حتى المحيط الأطلسي وتتوسطه إفريقية، وقد اصطلح على تقسيم المغرب إلى ثلاث أقسام، حَسَبَ قربها أو بعدها عن مركز الخلافة في المشرق، وهي:

  • المغرب الأدنى: ويُسمى أيضًا إفريقية ويشمل تونس وبعض الأجزاء الشرقية من الجزائر وعاصمته القيروان أيام الأغالية، والمهدية أيام الفاطميين، ثم مدينة تونس فيما بعد.
  • المغرب الأوسط: ويشمل بلاد الجزائر، ويمتد من تاهوت حتى وادي ملوية وجبال تازة غربًا، وقاعدته تلمسان.
  • المغرب الأقصى: وعاصمة المغرب الأقصى ترددت بين مدينة فأس ومراكش، فقد أسس الأدارسة العلويون مدينة فاس عام 191 م، واتخذوها عاصمة لهم ثم جاء المرابطون وبنوا مدينة مراكش عام 463 م واتخذوها عاصمة، والمغرب الأقصى يشمل المملكة المغربية اليوم.

وقد اختلف المؤرخون المسلمون في تحديد مدلول لفظ المغرب، فجعله البعض يشمل بلاد شمال إفريقيا بالإضافة إلى الأندلس وجميع الممتلكات الإسلامية في حوض البحر المتوسط مثل صقلية وجنوب إيطاليا وجزيرتي سرويتيه وكورسيكا وجزر البليار، وقد عدّ بعض المؤرخين مصر من بلاد المغرب، وذلك لأنها كانت القاعدة السياسية والعسكرية والثقافية لهذه المنطقة المغربية في الفترة الإسلامية الأولى.

في العصر العباسي انضمت الشام إلى بلاد المغرب، وذلك لأن العباسيين قسموا مملكتهم قسمين وهما المغرب ويضم الشام ومصر وإفريقية وما يليها غربًا، والمشرق ويضم بلاد فارس وما يليها شرقًا، وتبدأ إفريقية المغربية من حدود برقة الغربية شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، ويحدها من الشمال البحر المتوسط ثم منطقة ساحلية ضيقة تشمل إقليم التل، ويحدها من الجنوب الصحراء الكبرى، ويفصلها عن مصر برقة وتخترق هذه المنطقة سلاسل من الجبال العالية تمتد من مراكش إلى تونس، أما سكان المغرب فيمكن تقسيمهم إلى:

  • الروم وهم البيزنطيون.
  • الأفارقة، وهم بقايا شعب قرطاجنة وأخلاط من المستعمرين.
  • البربر.

اقرأ |أيضًا: أنواع السمك في المغرب

الحضارة الإسلامية في المغرب

  • بعد الفتح الإسلامي لبلاد المغرب أصبح هو الأساس للحياة العلمية بها، وكان مركز العلم في هذه الحقبة هو مدينة القيروان، حيث تم إنشاء جامع القيروان الذي كان بمنزلة الانطلاقة حيث كان مركزًا لتلقي العلم من الصحابة والتابعين الذين قدموا مع عقبة بن نافع، وقام عقبة بن نافع بإنشاء عدد من المساجد في المغرب الأوسط والأقصى، وكانت تلك المساجد مراكز لتلقي العلوم حيث وصل عدد المساجد إلى 300 مسجدًا.
  • قام حسان بن النعمان بتخصيص 13 فقيهًا لتعليم البربر اللغة العربية ومبادئ الإسلام والفقه.
  • تعددت مراكز العلم وانتشر العلماء في بلاد المغرب، حيث لم تقتصر فقط على مدينة القيروان، بل كان هناك مسجد الزيتونة بتونس ومسجد القيرويين بفاس، واشتهر الأمراء والولاة بإتقانهم للعلوم والفنون والآداب كإبراهيم بن الأغلب وقد أجاد الشعر والبلاغة.
  • برز أيضًا عدد من العلماء الذين اشتهروا باللغة والأدب والفلسفة، وتم تأسيس مدرسة للطب أيضًا.
  • تطور أيضًا علم الجغرافيا وتم استخدامه في التجارة والتاريخ والأنساب.
  • نشأ في بلاد المغرب العالم الطبيب والجغرافي الإدريسي، الذي كتب في علم النبات والأدوية، كما أنه صاحب “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق”.

ازدهار فن العمارة الإسلامية بالمغرب

اتسم فن العمارة الإسلامية في المغرب بالازدهار حيث شهدت المغرب نهضة عمرانية لا مثيل لها، حيث تعددت المدن واتسمت المدن بخصوصيتها المعمارية، ومن تلك المدن: القيروان وفاس وسجلماسة وتيارت وقرطبة، وفيما يلي تفاصيل تلك المدن:

  • مدينة القيروان: تم إنشاء مدينة القيروان على حصن بيزنطي بأمر من عقبة بن نافع، وتم إنشاءها بموقع حصين لكي تتفادى من الغزوات والهجوم.
  • مدينة المهدية: تم تأسيسها على يد عبيد الله المهدي عام 302 هـ، وقد اختارها عاصمة الفاطمية، وقام بتقسيم العاصمة إلى قسمين وهما: مقر الدولة والجامع والأسواق والميناء، والثاني لعامة الناس ويسمى زويله.
  • مدينة فاس: تقع أسفل جبال الأطلس، واشتهرت بجامع القرويين ويعد من أشهر معالم الدينة.
  • مدينة سلجماسة: تم تأسيسها عام 140 هـ، وهي عاصمة بني مدرار الصفريين، وتقع في تافيلالت وتنطلق منها القوافل إلى السودان.

المآثر التاريخية بالمغرب

تعد دولة المغرب من أشهر البلاد التي تحتوي على معالم تاريخية، وتعد مقصد للسياح من كافة أنحاء العالم، حيث أنها تضم العديد من المآثر التاريخية، التي تتمثل فيما يلي:

  • صومعة حسان

تم إنشاءها في عصر دولة الموحدين، بأمر من يعقوب المنصور عام 593 هـ، على مساحة 2550 متر مربع بمدينة الرباط، وقد تم إنشاء الصومعة مربعة الشكل بارتفاع 44 مترًا، وهي من أهم المعالم الدينية بالمغرب تحتوي الصومعة على أربعمائة عامود وستة عشر باب ويحتوي على ثمانية عشر ينبوعًا محاط بجدار عالٍ كما تضم عدد من الحدائق والنوافير.

  • جامع القرويين

تم بناءه عام 245 هـ بأمر من فاطمة الفهرية، وتقع في مدينة فاس وسمي بذلك الاسم نسبة إلى مدينة القيروان، وهو من أعرق مساجد المغرب وأقدمها، ويعد جامع القرويين قبلة العلم والعلماء من كافة أنحاء العالم، ويعد جامعة إسلامية لتلقي العلم وظلت كذلك 11 قرنًا، كما يضم مكتبة تحتوي على مخطوطات نادرة.

  • جامع الكتبية

يُعد من أهم المعالم الدينية في مدينة المغرب، تم بناءه عام 1150 بارتفاع 65 مترًا، ويعد أكبر المساجد الموجودة بالمغرب ويوجد بمدينة مراكش، تم بنائه في عهد الدولة الموحدية، في عهد الملك عبد المؤمن بن علي، ويشغل المسجد مساحة 5300 متر مربع، ويضم سبعة عشر جناحًا، وإحدى عشر قبة مُزينة بالنقوش.

اقرأ أيضًا:

Amaal El Nagar
Amaal El Nagar

آمــــال النـــجــــار
حاصلة على ماجستير في المناهج وطرق تدريس اللغة العربية.
خبرة عامين في مجال كتابة المحتوى، أعمل لدى شركة سيرب بلانر، أسعى دائمًا للتطوير والوصول إلى مستوى عالٍ من الاحترافية والمهارة في مجال كتابة المحتوى، يمكنني كتابة محتوى إبداعي متوافق مع معايير seo.

المقالات: 38

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *